اخي الحبيب * اختي الحبيبه بــعض الناس يسرف على نفسه بالمعاصي والذنوب فإذا نُصح وحُذِر من عاقبتها .. قال: مابالنا نرى اقواما يبارزون الله بالمعاصي ليلاً ونهاراً ، وإمتلأت الأرض من خطاياهم ، ومع ذلك يعيشون في رغد من العيش وسعه من الرزق . ونسي ان الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ، وأن هذا استدراج وإمهال من الله حتى إذا أخذهم لم يفلتهم ، يقول صلى الله عليه وسلم : (( إذارأيت الله يعطي العبد في الدنيا على معاصيه مايحب فإنما هو استدراج ، ثم تلا قوله عز وجل *( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى إذا فرحو بما اوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون (44) فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمدلله رب العالمين )*
وإحـــــذر الـــتسويف : إن العـــبد لا يدري متى أجله ، ولا كم بقي من عمره ، ومما يؤسف أن نجد من يوسفون بالتوبه ويقولون : ليس هذا وقت التوبه ، دعونا الآن نتمتع بالحياة ، وعندما نبلغ سن الكبر نتوب !!!!! إنها أهواء الشيطان ، وإراءات الدنيا الفااانيه ، والشيطان يمني الإنسان ويعده بالخلد وهو لا يملك ذلك . فالبدار البدار .... والحذر الحذر من الغفله والتسويف وطول الأمل ، فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاَ . فتب قبل ان يحضر أجلك وينقطع املك . فتندم .. فإنك لا تدري متى تنقضي أيامك ، وتنقطع أنفاسك ، وتنصرم لياليك .. فتب قبل ان يقسى قلبك اكـثر ويصبح مظلم وغافل اشد غفله منه الآن ..
شـــــــروط الـتــــوبه الصـــــادقه...!!!
وللتوبه الصادقه شروط لابد منها حتى تكون صحيحه مقبوله وهي :..
اولا: الاخلاص لله تعالي : فيكون الباعث على التوبه حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه ، والخوف من عقابه ، لا تقرباً الى مخلوق، ولا قصداً في عرض من أعراض الدنيا الزائله ، ولهذا قال سبحانه *( إلا الذين تابو وأصلحو واعتصمو بالله واخلصو لله فأولئك مع المؤمنين)*
ثانياً:الإقــــــــــلاع عن المعصيه : فلا تتصور صحة التوبه مع الإقامه على المعاصي حال التوبه : إما إن عاود الذنب بعد التوبه الصحيحه ، فلا تبطل توبته المتقدمه ، ولكنه يحتاج الى توبه جديده وهكذا ..
ثـــــــالثاً : الإعتراف بالذنب : إذ لا يمكن أن يتوب المرء من شيء لا يعده ذنباً
رابــــــعاً :الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي : ولا تتصـــور التوبه إلا من نادم حزين آسف على مابدر منه من معاصي ، لذا لا يُعد نادماً من يتحدث بمعاصيه السابقه ويفتخر بذلك ويتباهى بها ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (( الـــــــــــندم تــــــــوبه ))
خـــــامساً : العزم على عدم العوده : فلا تصح التوبه من عبد ينوي الرجوع إلى الذنب بعد التوبه ، وإنما يتوب من الذنب وهو يحدث نفسه ألا يعوج إليه في المستقبل .
ســـــــــــادساً : رد المظالم إلى اهلها : فإن كانت المعصيه متعلقه بحقوق الآدميين وجب عليه ان يرد الحقوق إلى اصحابها إذا أراد أن تكون توبته صحيحه مقبوله ، لقول الرسول . صلى الله عليه وسلم (( من كان عنده ظلمة لأحد من عرضٍ او شيء فليتحلله من اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم ، أن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه
ســـــابعاً :أن تــصدرفي زمن قبولها : وهو ما قبل حضور الأجل ، وطلوع الشمس من مغربها ، وقال .صلى الله عليه وسلم .((إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر )) وقــــــــــــال (( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ))
عــــــــــلامات قبوووول الـــــتوبه :..!!!! اخي الحبيب ، اختي الحبيبه للتوبه الصادقه علامات تدل على صحتها وقبولها ، ومن هذه العلامات : 1_ أن يكون العبد بعد التوبه خيراً مما كان قبلها :" وكل إنسان يستشعر ذلك من نفسه ، فمن كان بعد التوبه مقبلاً على الله ، عالي الهمه قوي العزيمه دلً ذلك على صدق توبته وصحتها وقبولها .
2_ ألا يزال الخوف من العوده إلى الذنب مصاحبا له : فإن العاقل لا يأمن مكر الله طرفة عين ، فخوفه مستمر حتى يسمع قول الملائكه الموكلين يقبضون روحه : *( ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشرو بالجنة التي كنتم توعدون )*
3_أن يستعظم الجنايه التي صدرت منه وإن كان قد تاب منها : يقول إبن مسعود رضي الله عنه : ( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَ على انفه ، فقال له هكذا ) فقال بعض السلف : ( لا تنظر إلى صغر المعصيه ولكن إنظر إلى من عصيت )
4_ أن تحــدث التوبه للعبد انكساراً في قلبه وذلاً وتواضعاَ بين يدي ربه : وليس هناك شيء احب لله من أن يأتيه عبده منكسراً ذليلاَ خاضعاَ مخبتاَ منيباَ ، رطب القلب يذكر الله ، لاغرور ، ولا عجب ، ولا حب للمدح ، ولا معايره ولا احتقار للآخرين بذنوبهم . فمن لم يجد ذلك فليتهم توبته وليرجع إلى تصحيحها ..
5_ أن يحذر من أمر جوارحه : فيحذر أمر لسانه فيحفظه من الكذب والغيبه والنميمه وفضول الكلام ، ويشغله بذكر الله تعالى وتلاوة كتابه . ويحذر من امر بطنه ، فلا يأكل إلا حلالاً . ويحذر من أمر بصره ، فلا ينظر إلى الحرام ، ويحذر من امر سمعه ولا يستمع إلى الغناء او كذب او غيبه ، ويحذر من أمر يديه ، فلا يمدهما في الحرام ، ويحذر من أمر يديه ، فلا يمدهما في الحرام ، ويحذر من أمر رجليه فلا يمشي بهما إلى مواطن المعصيه ، ويحذر من أمـر قلبه ، فيطهره من البغض والحسد والكره ، ويحذر من أمر طاعته ، فيجعلها خالصه لوجه الله ، ويبتعد عن الرياء والسمعه .
وأخــــــــــــــــيراً ..
اخي الحبيب ، اختي الحبيبه فِــر إلى الله بالتوبه ، فر من الهوىى ... فر من المعاصي .. فر من الذنوب .. فر من الشهوات ..فر من الدنيا كلها ... وأقبل على الله تائباً راجعاً منيباَ .. إطرق بابه بالتوبه مهما كثرت ذنوبك ، أو تعاظمت ، فالله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، فهلم أخي الحبيب إلى رحمة الله وعفوه قبل أن يفوت الأوان .
أســــــــــــــــأل الله أن يجعلني وإياكم من التائبييين حقاً ، المنيبين صدقاَ ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . اللهم ارحم قارئ و ناشر هذه الرسالة و اجعله من عتقائك و من عبادك الصالحين يا رب العالمين.
اللهم صلى و سلم و بارك على سيدنا محمد النبى الامى و على اله و صحبه و سلم تسليما كثيرا فى كل لمحة و نفس..بعدد كل معلوم لديك..